الصغار قلوبهم أوعية
بيضاء،عقولهم طرية تتقبل الأفكار الجديدة وتحولها إلى
مُسلّمات.
فما هي الحقائق التي
تود غرسها في عقول أبنائك؟ طلابك؟
طفل صغير أعطاني
درسًا في اليقين!
مهند ذو الخمس سنوات
يحرص على أن يملأ محفظته الزرقاء بالريالات ،
وما إن يزور بيت جده نهاية الأسبوع ؛
حتى تتسابق خطواته إلى الدور الثاني متجها
إلى صندوق حديدي تم تثبيته بإحكام في الجدار ، عليه صور أطفال في نفس عمره من
القارة الأفريقية يبحثون عن الماء ،
- تجمع في هذا
الصندوق الأموال من جميع أفراد العائلة لمشاريع سقيا الماء-
حصيلة ما جمعه مهند هذه المرة عشرون ريالا
قابلته وهو بكل فرح
يضع ريالا تلو الآخر في الصندوق ، وعندما وصل إلى عشرة ريالات.
قلت له: مهند خل
الباقي لك علشان تشتري من البقالة.
رمقني بابتسامة صفراء و أكمل ، حتى بقي معه 3
ريالات.
أعدت عليه نفس الكلام
لو أبقيت معك عشرة .
رد علي: عادي أصلا
خالة ريم قالت لي إذا أعطيت الفقراء فلوس
ربي يعطيك أكثر منها،أنا تكفيني ثلاث
ريال الحين .
"ربي يعطيك أكثر
منها"
عبارة تكرر صداها في
قلبي ، قوية جدًا عندما يحدثك طفل صغير يؤمن بها قولا وعملا
رسالة ربانية من
السماء ، اخترقت أعماقي .
هذا هو اليقين الذي
نحتاجه في حياتنا اليومية ،
نحفظ الكثير من الأحاديث
النبوية التي تعدنا بالعوض والجزاء في كل بذل و عطاء و
إيثار، ولكن للأسف قد نضعف
عند التطبيق ونغلب هوى النفس و والتفكير المادي،
ونرسب من أول امتحان
عملي.
:
من رحمة الله بنا أن
جعل أوجه الإنفاق متنوعة، من مال أو علم،
وحتى بذل الوقت و الجهد ، بل حتى في
الابتسامة صدقة.
فاختر ما تدخره
لآخرتك ، ولا تنسى العوض من الله.
دامت أيامكم عامرة باليقين و الرضا.
هدى البجادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق